مسعود محمد
هذه
الملحوظة الاخيرة تنفتح علی عالم كريه و بين في لب لباب مقدسات الانسان علی غفلة
منه في تلويث اطهر احساس عندە وهو يظن انه يزيد من انشداده الی دنيا المثل
والكلمات فقد كان المنتظر من التقاء "حب الوطن" من وطنين متجاورين علی
خط الحد الفاصل او الواصل بينهما ان تنهال علی شعبيهما بركات السماوات والارضين
وتفاريح السلام والوئام والاخاء بوصفهما مجموعة بشرية اهتدت الی الرشد المنعکس من
نورانية الهالة المحيطة بقدسية حب الوطن فالمفروض ابتداء ان الناس من ارومات و
عقائد مختلفة اوطانا هي موضع تقديس سكانها شأنهم في ذلک كشأنهم في حب اطفالهم
واموالهم وبيوتهم وشعاراتهم فلا يكون لذلك اي اعتبار او جدوی إذا تم نسيانه و
تجاهله في التعايش والتجاور ولا امل لأي وطن في السلامة إذا لم يعم احترام (حب
الوطن) كقيمة حضارية عامة شاملة للاوطان جميعا وتلك بديهية اولية لا تحتاج الی
الحملقة فيها فإذا كنت تحد السكين لذبح وطن مجاور فكن علی ثقة إن السكاكين حولك من
الجهات الاربع يتم شحذها لذبحك وذبح وطنك عند اول سانحة مواتية و لهم في ذلك حق
مكتسب من كونك انت نفسك منشغلا بخراب بيت الآخرين. اقول هذا رغم علمي بكونك غارقا
في تجاهل حقوق الآخرين نتيجة غرقك اذا كنت وطنيا بميزان قيم العالم الثالث... بعد
المئة في انانية القصر الحقوق علی نفسك وقصر اللوم علی الآخرين.
الوطنيون
المنتفضون بالتوثب والتثور في الدنيا عموما وفي العالم الثالث خصوصا يمارسون طقوس
عماية الضمير وقصر النظر وتجنب الاصابة في قيامهم بالوفاء الخالص للوطن الام حين
يتخذون من هذا الوفاء والولاء تبريرا لا يقبل النقاش لقلب وطنية الخصوم الی كفران
و جحود و ضلال وجريمة يستحقون عليها ما يستحقه المجرم المحکوم بالاعدام في جريمة
قتل عمد مع سبق الاصرار والترصد وهم في هذا لا يمتازون عن عابد صنم او غنم مشغول
الفكر والروح بتقديس معبوده خارج كل نطاق للتعقل والتمنطق. إننا نجد في هذا الباب
افانين من الانبهار الارعن والتفاني الذاهل لا نجده إلا في اندر الاحوال بصدد
الفناء في الحق الصريح الذي لا يعتوره شك، ذلك ان الحق الخالص الذي منهجه واضح
ومتساوق مع الطبائع غني عن افتعال المبررات لە وتعويد النفس علی اتباعه بزيادة
تجميله وتشويه ماعداه فالباطل احوج من الحق الی المبررات والبراهين المفبركة فيكون
رسوخه في العقول المظلمة اعمق جذرا عن سبيل دوام تبشير المبشرين لها علی سد منافذ
الشك فيها وفتح ابواب التخوين علی غيرها من العقائد، ثم ان العقول المتشربة للباطل
اطوع للافكار الساذجة المحلاة بالتلفيق الشهي فما اسهل اعتناق الجاهل المسطح
بالحوتة والمنحوتة في تفسير الخسوف والكسوف بقياسه الی صعوبة هضم علم الفلك وثبات
الشمس ودوران الارض والقمر الی آخر المقالة التي تدوخ فيها العقول... وللكلام
بقية.
جريدة
(العراق) ١٧/٦/١٩٩٥
Inga kommentarer:
Skicka en kommentar